فيلسوف العرب المدير العام
عدد الرسائل : 1565 نقاط : 11190587 تاريخ التسجيل : 03/10/2008
| موضوع: وقائع وأسرار الجلسة الأولي في قضية هشام مصطفي ومحسن السكري! السبت 25 أكتوبر 2008, 4:55 am | |
| مالم ينشر في قضية العصر وقائع وأسرار الجلسة الأولي في قضية هشام مصطفي ومحسن السكري! رغم أنها قضية قتل جنائي مثل عشرات أو مئات القضايا التي تنظرها المحاكم يوميا، إلا ان هذه القضية بالذات شدة الانتباه بشدة ونالت اهتماما اعلاميا غير مسبوق مع بدء اولي جلساتها!. ورغم ان الجميع كانوا يتساءلون مع انفسهم عن سر »نجومية« هذه القضية، إلا ان الاجابات كانت مختلفة علي ألسنة الصحفيين وممثلي وكالات الأنباء العالمية والعربية قبل لحظات من بدء الجلسة، البعض ذهب الي ان القتيلة بما تتمتع به من جمال وما حققته من ثراء وما انتهت اليه حياتها من مأساوية من أهم الأسباب التي سال لها لعاب الرأي العام، خاصة وان سبب القتل لازال غامضا!.. إلا أن شبه الاجماع كان يتجه الي شخصية كل من هشام طلعت مصطفي باعتباره من ابرز رجال المال والاقتصاد والسياسة في مصر، ومحسن السكري باعتباره بطل سيناريوهات جريمة القتل البشعة التي تمت في دولة الامارات العربية وراحت ضحيتها المطربة اللبنانية سوزان تميم!.. ونعتقد ان هذا الحشد غير المسبوق من الاعلاميين لم تكن وراءه سوي نجومية القفص الحديدي الذي ظلت العيون والكاميرات ترقب وصول هشام ومحسن ودخولهما اليه رغم ان هشام طلعت كان يعيش حتي لحظة القبض عليه في القصور والفيلات والمنتجعات، وهاهي المرة الأولي التي يحبس فيها داخل قفص ويمنع فيها من الكلام إلا باذن المحكمة!.. وكان محسن منير السكري ذات يوم ضابطا مسئولا يصطحب المتهمين الي قفص الاتهام وهو يتلقي التحية العسكرية من الجنود، وهاهو يدخل القفص منكسرا، مذهولا، في حراسة الجنود وبملابس السجن البيضاء!!.. أي امرأة تلك التي تصل برجل أعمال بارز وضابط سابق الي هذه النهاية الميلودرامية؟! بل اي رجال هؤلاء الذين يتكاتفون لقتل هذه المرأة علي طريقة أفلام الأكشن الامريكية، سواء كانا هشام ومحسن او غيرهما.. فالحقيقة المؤكدة ونحن نعايش ونشاهد أحداثا ووقائع فجر يوم السبت الماضي وحتي انتصاف شمسه في كبد السماء ان امرأة من الحسناوات هي التي قلبت الموازين وصنعت بعلاقاتها المتشعبة تلك المحاكمة التي يطلق عليها بحق محاكمة الموسم، خاصة وان هناك مفاجآت في الطريق، وفضائح منتظرة، وحكايات اشبه بحكايات الف ليلة وليلة سوف تشهدها جلسات المحاكمة!.. عموما كنا هناك مع نسمات الفجر الأولي وكانت قوات حاشدة تتقدمها قيادات مديرية أمن القاهرة تضع المكان كله داخل وخارج المحكمة تحت السيطرة الأمنية.. كنا نبحث لقارئنا عما ينتظره من أخبار الحوادث من أسرار لم تنشر ووقائع مثيرة في محاولة تعودها منا علي ان ننقله الي كل بقعة من البقاع التي شهدت الأسرار والأحداث داخل وخارج المحكمة ليعيش الاحداث كما عشناها، فماذا حملنا له من اسرار؟! هذا ما نحاول ان نقدمه له في السطور والصفحات التالية!
قبل أن تتحرك سيارة الترحيلات من سجن مزرعة طرة بالمتهم هشام طلعت مصطفي بصحبة اللواء جمال محمود قائد الحراسة عليه، كان لابد من تفتيش المتهم لأسباب ودواعي أمنية، وتوقع كثيرون في تلك اللحظة بأن المتهم قد يرفض تفتيشه، لكن مصدر أمني كبير روي لنا أن هشام طلعت مصطفي لم يعترض علي أي اجراء، وكان يرد دائما بعبارة حاضر يا افندم. ويبدو أن التفتيش كان سيثير مفاجأة عندما تحسس الحراس جسد هشام طلعت فشعروا بوجود قطعة حديد في ظهره! كانت مخاوف اللحظة الأولي أن تكون القطعة الحديدية سلاحا ناريا، لكن سرعان ما اكتشف الضابط أنها نوع من العلاج لأمراض العمود الفقري التي يعاني منها المتهم!.. أما جيوبه فلم يتم العثور بداخلها إلا علي قلم جاف وكيس مناديل! وجاءت اللحظة الحاسمة قبل تحرك سيارة الترحيلات - كما يضيف المصدر الأمني - وطلب الضابط وضع القيود الحديدية في يدي هشام الذي لم يعترض وانما رد بنفس الاجابة: حاضر يا افندم؟ .. ومضي الموكب من مزرعة طرة في نفس اللحظة التي تحركت فيها سيارة ترحيلات أخري تحمل المتهم الأول محسن السكري.. نعم كان موكبا، لكنه ليس كالمواكب التي كان يتحرك بها وفيها هشام طلعت قبل اتهامه في هذه القضية.. شتان الفارق.. موكب يوجهه هشام الي حيث يريد كرئيس احدي الشركات الاستثمارية الكبري، وموكب ليس له سوي اتجاه واحد: محكمة جنايات جنوب القاهرة! كانت ملامح هشام التي كانت تتميز ببريق خاص فيما قبل تبدو عليها »الخضة« وهو يدخل وسط حراسة مشددة وكردون أمني محكم متجها الي قفص الاتهام!.. وصل هشام وأسرع بالجلوس علي مقعد داخل القفص قبل أن تبدأ الجلسة وتم منعه من الحديث مع أي انسان خارج القفص مهما كانت صفته إلا شقيقته التي حدثته قبل أن تجلس في مقعدها المجاور للقفص حديثا هامسا سريعا. لحظات ووصل محسن السكري، وما دخل القفص الذي يفصله سور من الأعمدة والأسلاك عن قفص هشام حتي حاول أن يقدم التحية لهشام مصطفي الذي تجاهله تماما، بل حاول محسن أن يبدأ حوارا سريعا إلا أن هشام ظل علي موقفه من التجاهل وعدم الاكتراث بوصول المتهم الأول! ورغم بدء الجلسة.. إلا أن عيون الكاميرات ظلت تراقب هشام لحظة بلحظة حتي شوهد وهو يخرج منديلا واتجه به نحو عينيه فاعتقد الجميع انه يبكي ويجفف دموعه، لكن هشام تماسك وتعمد أن يظهر بأنه يجفف العرق المتصبب فوق جبهته بعد أن رد علي أسئلة المحكمة الاجرائية وانهاها بعبارة »حسبي الله ونعم الوكيل« ثم جلس! كانت المشاهد متباينة داخل القفص المنقسم الي قفصين.. داخل الجزء الخاص بهشام كان المتهم يبدو متماسكا معظم الوقت دون أن تختفي »الخضة« من فوق ملامحه.. وكان يستريح فوق مقعده في أحيان أخري!.. أما داخل الجزء الخاص بمحسن السكري فالمشهد اختلف، كان المتهم يبدو كالأسد الذي يكتم زئيره ويتحرك في كل الاتجاهات كما لو كان يريد أن يحطم القفص ويخرج! بعد أن رفع رئيس المحكمة الجلسة للمداولة اختلفت المشاعر داخل وخارج القاعة.. في الداخل ساد شعور بالتفاؤل بالافراج عن هشام بكفالة مالية كبيرة بينما كانت قيادات الأمن يتقدمها اللواءان عبدالجواد أحمد حكمدار القاهرة وأمين عزالدين رئيس المباحث تقوم بعمل كردون أمني مكثف استعدادا لخروج المتهمين بطريقة لا تسمح لأحد باسيتقافهما ولو للحظة خاطفة.. وبالفعل خرج المتهمان يفصل كل منهما دقيقتان وقد أسرع بكل منهما طاقم الحراسة بينما يتولي العميد ابراهيم الديب تأمينيا اضافيا للمتهم الأول ثم الثاني ويقوم العميدان يحيي العراقي وهشام العراقي بمراقبة الحالة الأمنية حتي انصراف سيارات السجن من أمام المحكمة ليتحرك عشرات من كبار الضباط ومئات الجنود في الواحدة ظهرا من محكمة الجنايات الي خدمة مباراة الأهلي وانيمبا التي اقيمت في الثامنة والربع مساء.. وكان الله في عون رجال الأمن من أكبر رتبة الي أصغر جندي! | |
|