فيلسوف العرب
المدير العام
عدد الرسائل : 1565
نقاط : 11190587
تاريخ التسجيل : 03/10/2008
 |  موضوع: سوزان مبارك في المنتدي الدولي لتنمية القراءة للاطفال:  الخميس 29 يناير 2009, 11:01 pm | |
| |
سوزان مبارك في المنتدي الدولي لتنمية القراءة للاطفال:
حريصون علي مستقبل أجيالنا بحب القراءة وقيمة الكتاب
القراءة للجميع أثمرت نجاحا مبهرا طوال ال ٨١ عاما الماضية متابعة : ناهد حمزة
[b]
أكدت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية ورئيس المجلس المصري لكتاب الاطفال اننا نعلم جميعا ان صناعة الكتاب المطبوع واجهت تحديات كبيرة خلال العقد الأخير وتصور الكثيرون ان التكنولوجيا المتقدمة تمثل تهديدا كبيرا لصناعة النشر واعتقد البعض ان الكتاب المطبوع سيعرف طريقه الي الانقراض ولم اقتنع بهذا الافتراض.. وفي مصر منذ قرابة العقدين اخذنا علي عاتقنا ان نجعل القراءة جزءا لا يتجزأ من نمط الحياة للاسرة في مجتمعنا.
جاء هذا في كلمة القتها سيادتها في افتتاح المنتدي الدولي لتنمية القراءة لدي الاطفال الذي عقد تحت شعار »اطفالنا وعالم المعرفة« أمس في مكتبة المعادي وتنظمه جمعية الرعايا المتكاملة والمجلس المصري لكتب الاطفال والمركز الثقافي البريطاني والذي ينعقد ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب واحتفالا ببريطانيا كضيف شرف للمعرض ولتبادل الافكار والتجارب حول اهمية القراءة في حياة الاطفال.
بدأت السيدة سوزان مبارك كلمتها بتوجيه الشكر علي تلبية الدعوة لهذا المنتدي العام واعربت عن سعادتها بأن تكون المملكة المتحدة ضيف شرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام لكونها من اهم الدول المعنية بصناعة النشر.
وقالت نلتقي بدافع الحرص علي مستقبل اجيالنا القادمة ويجمعنا حب القراءة والايمان بقيمة الكتاب واثره في صياغة شخصية ووجدان الاطفال والنشيء ويجمعنا ايضا التزامنا تجاه اطفالنا ومسئوليتنا ان نقدم لعالم المعرفة، في زمن صارت المعرفة سمته الاولي والقراءة السبيل الاول للوصول اليها.
واوضحت وقد اتيحت لي الفرصة عبر سنوات عملي في هذا المجال لان اتعرف علي الكثير من دور النشر البريطانية واصداراتها المتميزة، وعلي الصعيد الشخصي ايضا.. كثير من الكتب التي قرأتها بنفسي، أو التي اقرأها مع احفادي كانت من اصدارات العديد من دور النشر البريطانية.
ولم تكن مفاجأة لي ان اعرف ان عدد الكتب التي بيعت في بريطانيا في العام الماضي يفوق ال ٠٧٤ مليون نسخة كتاب، وان صناعة الكتاب لاتزال تحقق زيادة مستمرة في مبيعاتها رغم المنافسة الشديدة التي تواجهها المطبوعات الالكترونية والاصدارات المتاحة عبر الانترنت.
واشارت لقد آمنت دائما بأن العلاقة بين الانسان والكتاب لا تنتهي وانافي منتهي السعادة بالتطور الذي شهدته صناعة النشر في السنوات الاخيرة واكد قناعتي وقناعة كل المنحازين للكتاب بأن العلاقة بين الانسان والكتاب علاقة ابدية وان الكتاب المطبوع سيبقي وسيظل الانسان مرتبطا به مدي الحياة.
واضافت لقد اكدت الدراسات ان المسئولية الاولي عن تقديم الطفل لعالم القراءة تقع علي عاتق الاسرة، فالآباء هم المعلمون الاولون والاكثر تأثيرا في حياة اطفالهم، والبيت هو البيئة الدراسية الاولي في حياة الطفل.
فمن خلال القراءة المبكرة للطفل نستطيع بناء المهارات الاساسية لديه، مثل المهارات السمعية والبصرية، والمهارات اللغوية والحسابية، اضافة الي بناء قدرته علي الاعتماد علي النفس، والنمو الاجتماعي والعاطفي، والتعاون مع الآخرين.. والوقت الأمثل لتحقيق كل ذلك هو في أولي سنوات العمر.
فالطفل يولد ويولد معه حب الكلمات والقصص، ويزداد حب الاطفال للكلمات والقصص والاشعار حين يسمعونها بصوت الأم أو الأب، ان هذه اللحظات تبقي في ذاكرة ووجدان الطفل مدي الحياة.
هذه العلاقة الخاصة في حياة الطفل بما تتسم به من مودة وحميمية لا يمكن ان تتحقق من خلال مشاهدة التليفزيون او استخدام الكمبيوتر او الالعاب الاليكترونية، ولكنها تتحقق فقط من خلال لحظات القراءة للطفل تداعب خياله، وتخلق لديه الاحساس بالامان، وتسهم في بناء ثقته بنفسه.
لذلك يجب ان نقدم اطفالنا الي عالم الكتاب من خلال قراءات ولو لدقائق قليلة كل يوم، وان نختار لهم القصص البسيطة القصيرة والكتب ذات الصور الجميلة المعبرة، وكتب الاغاني والاشعار والحكايات التي تثير دهشتهم وتداعب خيالهم.
ان علينا ان نتساءل هل يمكن ان يعيش أي طفل طفولة سعيدة دون ان يتعرف علي السندباد وسندريلا وعلاء الدين وبينوكيو والاقزام السبعة وغيرهم من الشخصيات التي حفرت في وجدان اطفال العالم عبر عقود طويلة.
انه عالم الخيال الجميل، وخبرات الطفولة الساحرة التي لا يجب ان تلهينا عنها مواصفات العالم الجديد المزدحم بالاليكترونيات والبرامج وشبكات المعلومات.
أهمية القراءة
وشددت علي اهمية القراءة وقالت لقد ادركنا ذلك في مصر منذ قرابة العقدين واخذنا علي عاتقنا ان نجعل القراءة جزءا لا يتجزأ من نمط حياة الاسرة في مجتمعنا وكان لابد من تعبئة المجتمع وحشد الجهود والتفاف الناس حول مشروع قومي للقراءة فكانت القراءة للجميع.. حملتنا بدأت منذ ٨١ عاما ونعتز بها بل مسئولية ورحلة حياة عشناها طوال سنوات اثمرت نجاحا مبهرا.. ولم تكن الرحلة سهلة ولم تكن الطرق ممهدة كما يعتقد البعض فبناء مئات المكتبات بالمدن والقري، وتحديث مكتبات المدارس الحكومية بكل محافظات مصر لم تكن مسئولية بسيطة، بل تطلبت جهدا كبيرا واموالا طائلة وعملا دءوبا ليل نهار وعاما بعد عام لكي نصل الي ما حققناه ونفخر به اليوم.
ولاننا نعرف ان اعباء الحياة تمثل عائقا في سبيل توفير الكتب الملائمة لكل اسرة بمصر، طرحنا مبادرتنا الوطنية لمكتبة الاسرة.. والتي تعد من اضخم مشروعات النشر الوطنية في الدول النامية، ان لم تكن اكبرها علي الاطلاق.
فمن خلال مكتبة الاسرة اعدنا طباعة افضل ما انتجته العبقرية الابداعية المصرية من مؤلفات واعدنا طرح عشرات الآلاف من النسخ منها بأسعار رمزية.. ليزيد عدد النسخ التي اقتنتها الاسرة المصرية عبر سنوات مشروعنا عن عشرة ملايين نسخة كتاب.. تم دعمها بالكامل من الحكومة المصرية وشارك في تنفيذها دور النشر الوطنية الخاصة.
ولأن تعبئة المجتمع تجاه قضية القراءة، وتوعية الاسرة المصرية بأهمية القراءة للطفل تعد محورا اساسيا من محاور عملنا ومشروعنا الثقافي، فقد تضمن مشروعنا برنامجا وطنيا للوعي بأهمية القراءة للطفل وتحفيز الآباء علي القراءة لاطفالهم تحت شعار »اقرأ لطفلك«.
ان تجربة مصر في نشر عادة القراءة لدي المجتمع بكل فئاته، استوقفت العديد من المنظمات الدولية، وصارت نموذجا للعديد من الدول في منطقتنا العربية، حيث تم الاقتداء بها في مشروعات اقليمية مماثلة.
الا ان ذلك لم يمثل نهايةالمطاف بالنسبة لنا، حيث قمنا بالبناء علي ما تحقق من نجاح بتطوير مفهوم القراءة من مجردالقراءة للطفل ليمتد لمراحل الشباب ويتوجه ايضا للكبار فتحولت حملتنا الي نطاق اوسع تحت شعار »القراءة للحياة«.
طرح مبادرتين
وفي هذا الاطار طرحنا العام الماضي مبادرتين.. الاولي بنشر مكتبات بسيطة مزودة بأحدث الكتب والاصدارات وشبكات الانترنت بالحدائق العامة بمختلف محافظات مصر، والثانية بتخصيص يوم في كل اسبوع لتوزيع كتب مجانية علي زوار المكتبات كنا نستهدف توزيع مليون كتاب إلا ان الاقبال علي المبادرة فاق ذلك بكثير.
اصبحنا اليوم اكثر ادراكا لاهمية القراءة، حيث يتزايد اقبال النشء والشباب علي اقتناء الكتب والتردد علي مكتباتنا المدرسية والمكتبات العامة كما صار شبابنا اكثر قدرة علي استيعاب الافكار والمفاهيم الجديدة، واكثر انفتاحا علي الثقافات الاخري من خلال ما توافر لديهم من مقومات البنية الثقافية والمعرفية التي وضعنا الاسس الراسخة لها من خلال مبادراتنا الثقافية المتعددة.
إلا ان التحدي لايزال قائما.. فالمعلومات تتضاعف بسرعة مذهلة، والتطور التكنولوجي والمعرفي يسابق الزمن، ولابد من ان تستمر جهودنا وان نمضي في العمل مع شركائنا من اجل مواكبة تحديات مجتمع المعرفة.
لذا.. سنمضي في البناء علي ما تحقق من نجاح، مستندين الي رصيدنا الثقافي والحضاري، مدعومين بما ارسيناه من اسس وقواعد لمجتمع ثقافي ومعرفي مستنير، نعي دورنا وندرك مسئوليتنا ونؤمن برسالتنا الثقافية والحضارية والانسانية.
واختتمت كلمتها قائلة: فمع كل طفل يولد في مصر يولد لدينا حلم جديد، ويتجدد شعورنا بالمسئولية ان نوفر له افضل بيئة تربوية، وان نرشد أبويه بما يجب ان يوفراه له من كتب، وما ينبغي عليهما ان يكفلا له حقه ان يقرأ.. وان يقرأ له اولا.
ان رسالتنا هي صناعة المستقبل.. وسنستمر في تحقيقها.
وأخيرا.. اعلم ان لدي المتحدثين في هذا المنتدي الكثير من التجارب والخبرات المهمة واتطلع للاستماع اليهم والتعرف علي تجاربهم المختلفة.
مرة أخري ارحب بكم واشكركم علي اسهامكم في تنظيم هذا المنتدي وشكرا.
واستمعت السيدة سوزان مبارك في الجلسة الاولي للمنتدي الي كلمة ترحيب من فريدة الريدي سكرتير عام جمعية الرعاية المتكاملة كما استمعت الي عدد من الكلمات من جوهانز دوجلاس رئيس الصندوق القومي لمحو الامية في بريطانيا وميراندا ماكيرني المدير التنفيذي لوكالة القراءة وفيف بيرد الرئيس التنفيذي لبوك تراست كما تحدث ثلاث كتاب اطفال بريطانيون عن تجربتهم وخبرتهم في الكتابة للاطفال وهم انتوني هويتز وميج زور اوف وديفيد الموند وفي اعقاب الجلسة الاولي عقدت ثلاث ورش عمل.
وكانت السيدة سوزان مبارك قد بدأت زيارتها لمقر انعقاد المنتدي بمكتبة المعادي بتفقد المكتبة المتنقلة الموجودة داخل سور المكتبة والتي ستتجه غدا الي منطقة الدويقة كما قامت السيدة سوزان مبارك بافتتاح المركز التكنولوجي بالدور الثاني بالمكتبة. [/b][/b] |
|
| |
|
