فيما كنت أشاهد هذه الفتاة الأسطورة… تخيلت السريلانكيات المسكينات المضطهدات في كثير من بيوت عالمنا العربي، واللاتي يتعرض معظمهن لشتى صنوف اهانة الكرامة، والإساءة بالألفاظ النابية، والضرب وصراخ ربات البيوت في وجوههن، واتهامهن بالسحر، وغمط حقوقهن، وتشغيلهن على مدى 24 ساعة من دون راحة في أيام كثيرة، والتحرش الجنسي بهن من قبل مراهقي الأسرة وربما رب البيت والمباهاة بها أمام الصديقات وتسليفها للجارات والقريبات كأنها إناء من آنية المطبخ وقيام ربة المنزل بجرها خلفها في الأسواق لكي تظهر بها أمام الناس بأسلوب في غاية الاهانة والتحقير واعتبارها صرصارة باعتبارها تنتمي لجنسية وضيعة على حد تفكير عقولهن المريضة الا من رحم ربي منهن… واعتبارها من شروط عقد الزواج الذي ربما لا يصح إلا وإذا تضمن شرط توفير خادمة.
تخيلت ذلك كله وأنا اتسائل هل سترضى أي زوجة من هؤلاء العربيات بتشغيل مثل هذه الفتاة كعبدة آسف اقصد خادم وأنا اعلم أن هناك الآلاف في بلادها من يضاهينها جمالا… هل سترضى إن تبقي مثل هذه الجميلة بان تكون بالقرب من زوجها من دون أن تعين بجانبها حارسة شخصية (بودي غارد) قبيحة المنظر عندها عضلات مهمتها الوحيدة هي منع الزوج من التحرش بها أو حتى لا يعرض عليها الزواج؟
هذه فعلا من يصدق فيها قول الخليفة الأموي يزيد بن معاوية، ولا ادري إذا كان شاهدها ماذا كان سيقول إضافة إلى ما قاله هنا:
نالـت عـلـى يـدهـا مـا لـم تنـلـه يــدي
نقشا علـى معصـم أوهـت بـه جلـدي
كـأنــه طـــرق نــمــل فــــي أناملها
و روضـة رصعتهـا السحـب بالبـرد
وقــوس حاجبـهـا مــن كـــل ناحية
ونـبــل مقلـتـهـا تـرمــي بـــه كـبــدي
مــدت مواشطـهـا فــي كفـهـا شـركـا
تصيـد قلبـي بـه مــن داخــل الجـسـد
أنيسة لو رأتهـا الشمـس مـا طلعـت
مـن بـعـد رؤيتـهـا يـومـا عـلـى أحــدِ
سألتها الـوصــل قالـت: لا تـغـر بـنــا
مـن رام مـنـا وصــالا مــات بالكـمـدِ
فكـم قتـيـل لـنـا بالـحـب مــات جــوى
مـن الغـرام ولــم يـبـدىء ولــم يُـعِـدِ
فقـلـت: استغـفـر الرحـمـن مـــن زل
لأن المـحـب قلـيـل الصـبـر والـجَـلَـدِ
قــد خلفتـنـي طـريـحـا وهـــي قـائـلـة
تأمـلـوا كـيـف فـعـل الظـبـي بـالأسـدِ
قالـت لطيـف خيـالٍ زارنــي ومـضـى
بالله صــفـــه ولا تـنــقــص ولا تـــــزدِ
فقال: خلفـتـه لــو مـــات مـــن ظـمــأٍ
وقلتِ: قف عـن ورود الماء، لـم يـردِ
قالت: صدقتَ، ألوعنـي، الحب شيمته
يا بـرد ذاك الـذي قالـت عـلـى كـبـدي
واسترجعـت سألـت عنـي، فقيـل لهـا
ما فيـهِ مــن رمــق، فـدقـت يــداً بـيـدِ
وأمطرت لؤلـؤا مـن نرجـسِ وسقـت
ورداً وعضـت علـى العـنـاب بالـبَـرَدِ
وأنـشــدت بـلـسـان الــحــال قـائـلــةً
مــن غـيـر كُــرهٍ ولا مَـطـلٍ ولا مــددِ
والله مـا حــزنــت أخت لـفــقــد أخ
حـزنــي عـلـيـه، ولا أمُّ عــلــى ولــــدِ
إن يحسدوني على موتي، فوا أسفي
حتى من الموت لا أخلو مـن الحسـدِ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]