فيلسوف العرب المدير العام
عدد الرسائل : 1565 نقاط : 11190592 تاريخ التسجيل : 03/10/2008
| موضوع: نسيت أقول لرئيس الجمهورية! السبت 25 أكتوبر 2008, 9:29 am | |
| في الأسبوع الماضي. شرفني وكرمني الرئيس حسني مبارك، باتصال تليفوني انساني جميل. كنت قد ظهرت في الصباح في البرنامج التليفزيوني المميز »صباح الخير يامصر«، وانتقدت بعض الظواهر السلبية، وخرجت من التليفزيون بعد انتهاء الحلقة. وأنا نادم بعض الشيء. لأنني شعرت أنني كنت قاسيا في نقدي وحديثي. ثم فوجئت عند الظهر بالسيد أنس الفقي وزير الاعلام، يتصل بي تليفونيا ويخبرني أن الرئيس مبارك شاهدني علي التليفزيون، وأنه سوف يتحدث معي علي التليفون بعد قليل. ولا أنكر أنني شعرت بالمفاجأة والفرحة في نفس الوقت. المفاجأة لأني لم أكن أتخيل أن رئيس الجمهورية يمكن أن يشاهدني علي التليفزيون وأنا أتحدث بلهجة النقد. الذي اعترفت لنفسي بعده بأنني كنت قاسيا في عرضي لآرائي. أما الفرحة فذلك إحساس طبيعي. لأن كل مصري يتمني لو أن الرئيس يتصل به، ويتحدث معه، وقد سمعت أكثر من مرة، أشخاصا يتمنون. أن يتحدثوا مع الرئيس مباشرة. وقابلت بعض الناس الذين يعتقدون أن الرئيس مبارك عنده »الخاتم السحري«، الذي يستطيع أن يفعل أو يغير به كل شيء. وكم من مصري يتمني لو يدق جرس تليفونه. > ويسمع علي الناحية الأخري من يقول له: سيادة الرئيس.. معاك! كم من مصري يتصور أنه لو تحدث إلي الرئيس مبارك ولو دقيقة أو خمس دقائق، فسوف يكشف له عن نواحي قصور متعددة، سوف ينقل له مشاكل الناس وهمومهم. وياريت المكالمة مع الرئيس تطول، ويحكي المواطن للرئيس مشاكله الشخصية، ويطلب منه التدخل لحل هذه المشاكل! وأعترف ولا أخجل من اعترافي، بأنني دائما، كنت مثل هؤلاء الناس. وما أكثر ما كنت أتحدث إلي نفسي قائلا: ياسلام.. لو الظروف تسمح وأتكلم مع الريس في الموضوع ده! وأحيانا في أحلام اليقظة ما كنت أقول لنفسي: مافيش غير الريس.. هو الوحيد اللي يقدر يحل المشكلة.. ويخلصني من الناس دول! >>> وكما لو أنني أنا الذي أمتلك الخاتم السحري، فها هو الرئيس مبارك سوف يتحدث معي علي التليفون شخصيا. وحدث كل شيء بسرعة.. جاءني صوت الرئيس مبارك علي التليفون، وكان بشوشا كعادته، وبسيطا لدرجة تأخذ بقلب من يستمع إليه، وتحدث معي الرئيس حول ما كنت قد تحدثت فيه علي التليفزيون، وأشاد مشكورا بآرائي، ونبهني إلي بعض الحقائق. لكن أهم ما كان في مكالمة الرئيس معي، هو تطرقه للحديث حول حالتي الصحية، وضرورة اهتمامي بصحتي، خاصة بعد أن أجريت عمليتي قلب مفتوح. وخلال المكالمة كان الرئيس مبارك كريما معي للغاية، ووجدت نفسي بعد دقيقة واحدة من بدء المكالمة. أتحدث إليه بقلب. وكأنني أتحدث مع أب، أو أخ، أو صديق. الحقيقة أنها كانت مكالمة جميلة. قلت فيها للرئيس ما أشعر به وما أتمناه. لكنني فيما بعد ظللت طوال الأسبوع الماضي. أفكر في الأشياء التي نسيت أن أقولها للرئيس في مكالمتي معه. نعم.. نسيت أن أقول للرئيس أشياء كثيرة.. > نسيت.. أحكي للرئيس عن همومي. وأسأله.. أعمل ايه ياريس؟ > نسيت.. أقول للريس، أنني في كل هذه الرحلة الطويلة في شارع الصحافة، رأيته وتابعته، وهو كلما وقع حادث كبير. قد يجرح المصريين أو مصر. أول من يهتم ويتأثر لمثل هذه الحوادث، ويتابعها شخصيا لحظة بلحظة، ويتصل شخصيا وبسرعة بالوزراء والمسئولين، ويعطي توجيهات حاسمة. بسرعة إنقاذ ضحايا الحادث. وتوفير الاسعافات والمستشفيات، وكافة الامكانيات لانقاذهم ومداواة جراحهم. > نسيت.. أقول للرئيس انه لم يكن يكتفي بذلك فقط.. بل كان في بعض الحوادث الكبيرة. يسرع بنفسه إلي مكان الحادث. ويسأل ويحقق ويبحث عن أسبابه، ويطلب علي الطبيعة البدء في وضع الحلول اللازمة، لمنع تكرار هذه الحوادث. > نسيت.. أن أقول للرئيس أنه لم يحدث أن سمعنا عن رئيس أو حاكم يشاهد من سيارته. في إحدي زياراته الميدانية. رجلا يحمل طفلة صغيرة علي كتفيه. ويجري بها وهو يبكي في الشارع، فيأمر الرئيس فورا بأن يتوقف موكبه، ويسأل الرجل ويعرف منه أن طفلته أصابتها نوبة قلبية، فيأمر في الحال. بأن تنقلها ووالدها إلي المستشفي. سيارة من سيارات الموكب. ويطلب أن يقوم وزير الصحة بنفسه باجراء العملية الجراحية للصغيرة.. لم أر ذلك يحدث إلا من الرئيس مبارك.. في إحدي زياراته إلي الاسكندرية. >>> > نسيت أقول للرئيس.. نعم أنت كما قلت كل الصحفيين أولادك حكومة أو معارضة أتمني من قلبي ألا تغضب من تجاوزات بعضنا نحن الصحفيين فأنت نفسك الذي أعطيتنا مساحة الحرية التي نمارسها. > نسيت أقول للرئيس.. أن مكالمتك لم تكن لي وحدي، بل كانت لكل مواطن بسيط غلبان، من أهل السيدة زينب وأهل زينهم، وأهل الخليفة، والقلعة، وأهل مصر القديمة.. »أولاد حتتي«.. أولاد البلد الحقيقيين. > نسيت أقول للرئيس.. ان كل واحد من هؤلاء اعتبر بالفعل انك تحدثت معه بكل هذا الحب علي التليفون. عندما شرفت »ابن الحتة« الذي ولد وتربي في حواريهم، وجلس علي مقاهيهم الشعبية.. بمكالمتك الانسانية معه. >>> هؤلاء البسطاء ياريس هم الشعب، وهم رغم قسوة الحياة وخنقتها، مستعدون لأن يتحملوا من أجل »بكرة« والأمل فيه.. هؤلاء »واخدين« علي خاطرهم من بعض المسئولين، الذين يتكلمون أكثر مما يفعلون.. هؤلاء جميعا ياريس يعرفون ويتعجبون.. لماذا لاتحل أي مشكلة إلا إذا تدخلت أنت شخصيا ياريس.. بينما مسئولون ووزراء يتوجون! >>> > نسيت أقول للريس.. ان كل هؤلاء البشر في هذه الأحياء الشعبية يحبونه من القلب، منهم من كان يسكن العشش والأكشاك الخشبية. لكنهم الآن يسكنون بيوتا تحيط بها الحدائق في زينهم والسيدة نفيسة وطولون. > نسيت أقول للريس.. لو حدث ومررت يوما وسط بيوتهم الجديدة، فسوف تجد امرأة عجوزا تطل من شباك شقتها الجديدة، وهي تدعو من القلب »ربنا يخلي سوزان مبارك«، التي جاهدت لتوفر لهم هذه البيوت والحياة الكريمة. >>> نسيت أقول.. لكنني الآن. أعتز أنني قلت الحقيقة.
| |
|