فيلسوف العرب المدير العام
عدد الرسائل : 1565 نقاط : 11189732 تاريخ التسجيل : 03/10/2008
| موضوع: التمييز يحرم المرأة الصعيدية من حقوقها الجمعة 30 يناير 2009, 11:59 pm | |
| التمييز يحرم المرأة الصعيدية من حقوقهاقنا سامية أبوالنصر | منذ12 عاما أجبرها أهلها علي الزواج من رجل عمره34 عاما بينما لم تتجاوز وقتها سن الثانية عشر من العمر.. ودعت الطفولة إلي غير رجعة نتيجة سوء معاملته لها وضربها بدون أسباب برغم أنها انجبت منه3 أطفال, وعندما طلبت الطلاق تركها وأولادها وبعدها تزوجت من رجل آخر انجبت منه3 أطفال آخرين وتكررت المأساة للمرة الثانية وحصلت مرة أخري علي لقب مطلقة لكن هذه المرة لديها6 أطفال تعولهم بدون مورد ثابت للدخل, فأهلها لم يقبلوا أن تواصل تعليمها فهذه عاداتهم.. انها سيدة من قرية الشويخات بالاشراف البحرية التابعة لمحافظة قنا.
هذه المأساة اصبحت أمرا معتادا وواقعا تعيشه المرأة في الصعيد التي تعاني من التمييز الذي يجعل أهلها لايحرمونها فقط من حقها في التعليم أو يزوجونها مبكرا, وهي لاتزال في مرحلة الطفولة, وانما ايضا يحرمونها من حقها الشرعي في الميراث حتي لاتتفتت ثروتهم ويذهب بعضها لرجال غرباء مع أنهم يجبرونها علي الزواج من نفس العائلة أو القبيلة برغم ما يسببه زواج الاقارب من مشكلات صحية يتوارثها الابناء الابرياء. قصة هذه السيدة ذكرتها وفاء مصطفي التي تصادفها قصص أخري مماثلة خلال عملها بلجنة التمييز ضد المرأة بجمعية بنت الريف وعملها بمركز بحوث ودراسات المرأة بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي, وذلك امام ورشة عمل بعنوان الإعلام والمشاركة المجتمعية.. شركاء2 عقدها قسم الإعلام بالكلية بالتعاون مع شبكة انترنيوز الاقليمة وافتتحها د.عباس منصور رئيس الجامعة.
ومن القصص الأخري التي ذكرتها امام ورشة العمل وفاة طفلة في الثانية عشرة من عمرها اثناء ولادتها بعد ان اجبرها أهلها علي الزواج من أحد اقاربها, وأخري تزوجت بدون عقد شرعي لأنها في الصف الخامس الابتدائي, وزوجها في المرحلة الإعدادية وهو من نفس قبيلتها.
كما عبرت بعض فتيات الصعيد عن ام المشكلات التي يعانين منها فقالت سعاد سعيد معيدة بكلية آداب جامعة جنوب الوادي24 سنة أن أهم ما يواجه الفتاة القناوية حتي الآن هو انتشار القبلية فالفتاة لا تستطيع مهما وصل تعليمها الزواج من خارج القبيلة وهو الزواج الذي يحدث عادة في سن مبكرة فيمنعها من مواصلة تعليمها وقد تتعرض للعنوسة في حالة عدم وجود من يناسبها داخل القبيلة, وقالت عبير مصطفي21 عاما ليسانس آداب انجليزي بجامعة جنوب الوادي إنها تشعر بأن هناك تمييزا ضد البنت فبعض العائلات تحرم البنات من التعليم ليتزوجن بعد الابتدائية أو الإعدادية ويحرمن من الميراث فتنتشر الأمية بالاضافة للعنف النفسي والجسدي ضد المرأة.
وقالت أحلام القاضي رئيسة جمعية بنت الريف وهي أول جمعية أهلية تخترق المجتمعات القبيلة بقنا إن المرأة المطلقة في قنا وضعها سيئ جدا فلا تستطيع الخروج واذاتحدثت مع رجل يشاع أنها ستخطفه من زوجته كما أنها لا تستطيع المطالبة بحقوقها وعدم حصولها علي نفقة حتي لو فكرت في التوجه للمحكمة وحصلت علي حكم فلا تستطيع تنفيذه, كما تنتشر ايضا حالات الزواج باخري ولا يلقي علي الرجل أي لوم بينما اللوم كله يقع علي المرأة هذا بالاضافة لحالات التحرش بالبنات.
وبالرغم أن المرأة الصعيدية قوية داخل منزلها خاصة الجدة فان المرأة ايضا تضطهد المرأة ومعظم حالات الطلاق يرجع السبب فيها إلي تدخل الأهل وبخاصة الحماة, واضافت إنني كنت أول امرأة تخوض انتخابات مجلس الشعب ضد قبيلتي في الاشراف مع أنني متزوجة من نفس القبيلة وكدت أتعرض للقتل في عام2005 فاضطررت لسحب أوراق ترشيحي.
وقالت إن من بين المشكلات الاجتماعية ايضا انتشار البطالة خاصة بين النساء بل إن المتعلمات منهن عندما يتزوجن يرفض معظم الازواج السماح لهن بالعمل وتحقيق ذواتهن كما أن هذا المجتمع لا يقبل عمل المرأة إلا في الطب أو التعليم.
واشارت د.هالة نوفل استاذ ورئيس قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي إلي أن القبلية في الصعيد تعد من أشكال انتماء الانسان لقريته أو قبيلته وهي بداية طبيعية للانتماء للوطن ويعمل كل فرد في القبيلة من أجل صالحها وتتكون نتيجة لذلك بعض الافكار السلبية مثل الثأر وزواج الاقارب والعنوسة.
أما د.عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادي فذكر أنه برغم ما يواجه المرأة الصعيدية من مشكلات وصعوبات وتمييز ضدها إلا أن أعداد الفتيات داخل الجامعة في تزايد ويثبتن تفوقهن في جميع المجالات.
أما أحمد لطفي المدير الاقليمي لشبكة انترنيوز ومدير مشروع شركاء فقد أكد ان وعي المرأة بحقوقها التي منحها لها القانون والواجبات التي الزمها بها هي الخطوة الأولي نحو المشاركة الجادة في بناء مستقبل أفضل لوطننا وفي تنشئة جيل قادر علي مواجهة المشكلات التي يقابلها, كما أكد أهمية نشر ثقافة المواطنة بما تحويه من قيم مثل المساواة وقبول الاختلاف وعدم التعصب. |
| |
|