عــــــــرب الجهمـــــة ..الموقع الرسمي لعرب الجهمة.. على الفيس بوك
عــــــــرب الجهمـــــة ..الموقع الرسمي لعرب الجهمة.. على الفيس بوك
عــــــــرب الجهمـــــة ..الموقع الرسمي لعرب الجهمة.. على الفيس بوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المُنتدى مُراقب من قبل المدير والمشرف العام
 
البوابة*الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ولـدي إلـيـك وصـيـتي عهد الأسود... الـعـز غـايـتـنـا نعيش

 لكي نسودِ وعـريـننا في الأرض معروف الحدود... فـاحم

العرين وصنه عن عبث القرود ِ أظـفـارنـا لـلـمـجد قد خُلقت

فدى... ونـيـوبـنـا سُـنَّـت بأجساد العدىَ وزئـيرنا في الأرض

مرهوب الصدى... نـعـلـي عـلى جثث الأعادي السؤدداََ هـذا

الـعـريـن حـمته آساد الشرى ...وعـلـى جـوانـب عزه دمهم

جرىَ مـن جـار مـن أعـدائـنـا وتكبرا ...سـقـنـا إلـيـه من

الضراغم محشراَ إيـاك أن تـرضـى الـونى أو تستكين... أو أن

تـهـون لـمـعـتدٍ يطأ العرينَ أرسـل زئـيـرك وابق مرفوع الجبين

...والـثـم جروحك صامتاً وانس الأنينَ

 

  جن الظلام الحالك في عينيه،

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فيلسوف العرب
المدير العام
المدير العام
فيلسوف العرب


عدد الرسائل : 1565
نقاط : 11189757
تاريخ التسجيل : 03/10/2008

 جن الظلام الحالك في عينيه، Empty
مُساهمةموضوع: جن الظلام الحالك في عينيه،    جن الظلام الحالك في عينيه، I_icon_minitimeالجمعة 04 مارس 2011, 8:06 am



:bsm:



جن الظلام الحالك في عينيه،
sl


جن الظلام الحالك في عينيه، وأحال الليل الهمس والسكون في ذاكرته، تراءى له سور المحكمة العتيق مهجورا منعزلا في ضاحية مدينة الساحل، كقلعة هياكل وجماجم تحتضر بين أشجار الصنوبر الباسقة الهرمة، تضم أذرعها وتبسطها حين تنقض العاصفة. وجهه الشاحب هناك.. يظهر من النافذة في أعلى البرج العتيق، تبرق عيناه حين وميض البرق ثم تختفي ملامحه وسط العتمة، كان جالسا على الكرسي كصخرة لا يتحرك والمارد يزحف ببطء متقدما نحوه بين الأدغال، يراه يقترب منه ممسكا بمنحدر الخط المائل على جدار اللا نهاية، يتمثل على الحائط المبقع المهترئ كرش عشوائي من الألوان القاتمة، تجسدت فيه أشباح ساجدة تبتهل لمحراب الخوف حين وميض البرق، تلتف شقوقه الملتوية كسوط يفجر بركان الغضب آناء الرعد؛ فينسكب السيل بين خلجاته كدماء ظلال خلف المنحدر العالق وسط السور العتيق، حينها تعلو التراتيل الصاخبة المغشوشة بالأنين والعويل والألم، ينأى لها الفجر بعيدا ويندحر الشفق، يصرخ محاولا النهوض من مكانه لكن رجلاه ويداه مغلولتان بإحكام على الكرسي، تمرجحه أشباح الظلام وتحاوره.. كصوت جماعي تعلو دوائره على سطح الماء فتتسع رويدا رويدا يرتد صداها من عمق بعيد
- امتطينا صهوة الدهر والقرون..........
- نحمي القلاع.... ونحمي الحصون.......
- نبتهل في الظلام كل ليلة.......
- يا رب القراع.... والإله الحنون......
- املأ الأقفاص. املأ السجون....
- لن ولا تحرر العقول...
- لن ولا ولم ونون...
- نحن إنا هاهنا...هنا قاعدون.....
غادرته الأشباح تتمايل فرحا وابتهاجا يتبعها صدى النشيد، وتتلاشى الكلمات؛ تتوارى ظلال الحروف خلف الظلام فينقطع الضجيج ويعم الصمت والسكون.. نادى عاليا لعل فكره الساكن وسط الكنه المظلم يسمعه، لكن عقله المشغول بمشاعر تظهر وتختفي يحجبه ستار الرفض، تارة تعود وتتلاشى في محيط العدم كهوة مظلمة تمتص كل إحساس بالواقع، تمنع عن وعيه الإدراك أو الاستجابة لندائه:
- آه يا مؤنسي المسلوب خلف جدران الهاوية، ليتني أستطيع تحرير هذا الفكر المسكون بالفوضى والضوضاء، أطرد عنه الأشباح اللعينة، أكسر هذه القيود والأغلال التي تطوقني؟ ليت هذا الصمت الصارخ المتهاوي كشلال في قعر سحيق بلا هوادة يتمرد.. يرتج كزلزال.. يثور كبركان الغضب، يعلو سماء هذا البرج العتيق، المسكون بالظلال؛ يكسر جدرانه المسورة بالاسمنت المعجون بالعظام، المرصوص بالصلب ولحم البشر المفروم ببأس الحديد والمقصلة؟
يسمع صوتا جوهريا كأنه قريب منه يهمس له:
- أنا أحررك
- أنت..!؟ من أنت؟
- أنا أنت
-أنت أنا وأنا أنت!... وهو من يكون؟
- سكون بين النوم واليقظة، حركة بين الغفوة والكرى، حقيقة بين الحلم والواقع، وعي بين الكائن والممكن هو سرد بين الثابت والمتحول..
- ألا يخضع لسلطة الزمن ؟
- هو الماضي من الحاضر هو الحاضر من الآتي، هو الشاهد من الغائب هو رغبة في التمرد، هو شعور بلذة القوة والامتلاك والجبروت..هو منعطف يعيق مياه النهر ليغير مساره
- كيف يمكن إيقافه ؟
- أن تتمدد على السرير، واحك بالتفصيل عن عودتك بعد الغياب الطويل، عد بذاكرتك.. تحرر من سلطة الزمن قليلا؛ سوف تجده؛ ينتظر عودتك..
- كيف والأصفاد تطوقني؛ والمارد هناك يترقب لحظة الانتقام، وحراس الظلام لم يبرحوا القلعة بريق أعينهم يجرح الرخام، تراتيلهم هنا تزعج السكون وتحجب النور بالظلام؟
- هو من شيد القلعة وأنجب الحراس، هو المارد الذي يظهر حين وميض البرق ويختفي حين بزوغ الفجر.. هو الأعين الماكرة التي تحجب النور برداء الظلام، ابحث عنه جده قبل أن يجدك.
استرخى على السرير بعناء وكأن إيماءات الصور المتدفقة من الذاكرة أذابت تلك الأصفاد، والقلعة زحفت بعيدا وسط رقعة الماضي الحاضر الآتي، بحثا عن عناصر جديدة في بنية الأوان الثابت، لا يفتأ بنيانه يكتمل حتى ينهار تحت حوافر الفرسان المقنعة، مكان حقيقي يبحث عنه داخل نفسه وبين طيات ذاكرته، كسراب بعيد لا يكاد يميزه أو يحكي عنه بالتفصيل، تجلى نبعا من غدير عذب رقراق يرنو إليه متشوقا لرشف نبغة من فيضه، يشفي بها حرقة الظمأ لإيجاده.. هناك حيث عقارب الزمن كفت عن الدوران؛ تقلصت فيها الحياة منذ البدء كذرة تسبح في الآفاق؛ تعبر المسافات خلف جفنيه المغمضتين وتختفي في لمح البصر، كشفت عن صور من الذاكرة؛ تنعكس كمرآة تشرق في فضاء تنعدم فيه الثواني ويخنع له الزمن...
استوقفته المشارف المرتفعة بين الجدية والجبل، فيها الطفولة عبث والكهولة ملهاة مأساة على حافة الوسن، تقلب على السرير في خضم مواجعها لظى، أدكت في فؤاده قطعة من العذاب والألم، بدت له الأرض جرداء قاحلة؛ والمنازل مهجورة ومصير الأحبة قد صار تيها وضياعا.. جلس بين أطلال أعتابها الخالية المتجذرة في أعماق الأرض، كقاطنيها الذين تربطهم أواصر القرابة؛ يشد بعضهم بعضا، جمعتهم حتمية العيش المشترك وطبيعة البقاء، لكن قدوم الشاحنات اللعينة دمرت قهرا بنيانها المتماسك، وفرقت سبلها واغتالت أحلامها؛ حولت قرية الحب والسعادة إلى أطلال تئن الرياح بين عروشها كمدا مما ألم بها من هجر وشقاء. تأمل كل ركن جامد متحجر كئيب أعياه الهجران، يحفظ بين صخوره وتحت ركامه جرة ماء أوخلخال من فضة نقش عليه اسما أو لقبا راسخا يحكي لمن أماط عنه الغبار، عن المكان المفعم بالحياة والأمل.. هذا منزل العم قادر وهذا منزل الحاج لوليفي العامر، تجتمع النسوة بقربه يغزلن الصوف وينسجن الزرابي المزركشة ذات الألوان الباهية.. هنا تجلس فطوم العجوز؛ تدير خلية من النساء تعلم الفتيات ولا تنقطع عن الحديث، ممسكة بيدها معول الغزل مسترسلة في الكلام عن ألم العظام، الذي يمنعها من الوقوف وأنواع الأعشاب والمطارف التي لم تجدي نفعا في تخفيف الداء، ملتفتة إلى مساعدتها تلكزها بمعول النسيج قائلة:
-"برمي الخيط يا العفريتة" وتستأنف حديثها عن فتيان القرية وفتياتها: أحمد ابن الحاج الزاوي مقدم على الزواج.. ورشيد أتم حفظ القرآن صغيرا، ثم تنهي حديثها بذكر الأغنام والأبقار، وعن بقرتها الحلوب وما أحوجها إلى عجل ذكي منها يستوعب ما يخاطب به، معتزا بأميسيته يرعو ميراث أمه ومحارمه،.. ضاربة على أعقد الصوف بقوة لتشكل خطا مستقيما متناسقا كعناقيد مرجانية ملونة لا يشوبها الاعوجاج، ثم تلتفت إلى الأخرى تلكزها بعصا مقياس الخطوط الطويلة:
-"بالك عل المخطاف يا لجنية"..
وتأتي على ذكر الصندوق العجيب الذي ظهر إلى الوجود يتحرك الناس بداخله بفعل فاعل، ويعمل بقوة الكهرباء وتحمد الله على عدم وجوده في القرية، فهو سبب البلاء وغضب الله؛ نفخت فيه الجن من روحها الشريرة ليضل الناس عن السبيل، كما قالت عنه السيدة خدوج زوجة الفقيه صالح، الذي قال عنه: "أنه عمل غير صالح من فعل الشيطان.." وليس البشر كما يزعمون. فإن لا قدر الله جاء به أحد إلى القرية سوف يصيب سكانها وأنعامها بسوء ويشغل الناس عن عبادة ربهم، والانصراف عن مآربهم.. لكن السيدة عويشة كان لها رأي آخر رغم أنها لا تجرؤ على معارضة اللافطوم، لما تحظى به من احترام؛ فأخبرتهن بصوت أقرب إلى الهمس:" بأن زوجة السي يحيى قد أخبرتها بأن زوجها جلب الجهاز العجيب من المدينة، يحتفظ به في صندوق محكم الإغلاق، ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منه؛ إلا أنها طلبت من اللا فطوم أن يبقى الأمر سرا بينهن نزولا عند رغبة زوجة السي يحيى، لأنها وعدتها وأقسمت لها أغلظ الإيمان أن لا تفشي السر. انتفضت اللافطوم واهتزت من مكانها بسرعة فائقة، لم يمنعها جسمها المترهل البدين من النهوض؛ رافعة يدها إلى الأعلى رنت لها بقوة تلك الأساور التي تغشى ذراعيها من المعصمين إلى المرفقين، والعقد المتدرج تملأ أواسطه الصدر بألوان وأشكال مختلفة، وطوق من الفضة والذهب تتدلى أهدابه المستديرة على الجبين، وخلاخل تحيط بالكعبين كأنها حلي لضرب أجراس نواقيس؛ أم أصوات مراتيج لم تضرب، وهي تدب مسرعة يدحرجها المنحدر بين الزقاق الضيق كصخر عظيم يهوي من أعلى الجبل، يدوس كل ما يعترض طريقه غير مبالية بألم العظام مرددة: "- اللهم لا تآخذنا بما فعل السفهاء منا...الكافر بالله يحيى ما يحشم ولا يستحيا.." إلى أن دخلت منزل الحاج لوليفي مهرولة لتخبره بالأمر الجلل، والمصيبة التي جلبها يحيى من المدينة وبالا على القرية وما جاورها، فلا بد للشياطين تحررت من الصندوق وانتشرت في القرية وفعلت أفعالها المشينة وهم في غفلة عنها ولا يعلمون، حاول زوجها "قادر" أن يهدأ من روعها لكنها أسرعت في رش أركان المنزل بماء المزن المطهر وإضرام جمرات لحرق البخور، فامتلأ المكان بالدخان ورائحة "الشبة والحرمل" لطرد الجن والأبالسة التي جلبها الكافر بالله يحيا، فاستعاذت بالله طالبة الهداية له؛ فمهما فعل فهو ابن عمتها...
انتشر الخبر كما تنتشر النار في الهشيم، ولم يعد الأمر سرا بين عويشة وزوجة الحاج يحيى، بل على لسان الكبير والصغير وحديث اللغو في المجالس، لم يستطع "السي يحيى" نكران الموضوع، فنازع زوجته على ما أقدمت عليه وقرر الحضور إلى مجلس شيخ القرية وشرح وجهة نظره، رغم علمه معارضة القوم الفكرة جملة وتفصيلا، فما أتى به يعتبر خروجا عن تقاليد القبيلة وأعرافها وإخلال بمكانة كل فرد من أفرادها، فتخلل الحوار نقاش حاد وجدل عقيم؛ أقنعهم يحيى بأنه شاهد في الجهاز العجيب أمورا تساعد على الزراعة والحرث والري والحصاد، آلات وتقنيات عجيبة لابد من معرفتها لتنمية المحصول، فوافقوا على مشاهدته، شرط إذا جاءت البينة صادقة على ما ادعى في شهادته، وازداد فضول بعضهم معرفة ما يحويه الجهاز من عجائب الغرائب، لكن يستحيل إنارة زجاجة هذا القنديل العجيب الذي يخفي بداخله قطع من حديد تتكلم بلسان فصيح، والكهرباء لم تعرفها القرية إطلاقا، وأي قوة هذه سولت لها نفسها تمديد خيوط الإنارة مئات الأميال؛ بين الجبال العالية وفوق الأنهار الجارية ووسط الغابات الكثيفة، لإضاءة القرية النائية فضلا عن إنارة الصندوق العجيب، إلا أن رغبة القوم تبدو ملحة في استكشاف الأمر والتأكد مما سمعته الأذن ولم تراه العين، فاستنتج يحيى رغم إحجامهم في أنفسهم غصة الفضول لمعرفة ما في الجب من أسرار، فقال لهم بابتسامة ماكرة؛ بأن الجهاز يعمل بواسطة بطارية الشحن التي في حوزته، ولا يحتاج إلى قوة الكهرباء، فبدا السرور على وجه شيخ العشيرة رغم تظاهره بعكس ما يرتد عليه طرفه، فاجتمعوا بالساحة الفسيحة رجالا ونساء؛ ينتظرون في شوق ماذا سيعرض عليهم هذا الصندوق العجيب تحت ضوء القمر..؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.abogowia.com
 
جن الظلام الحالك في عينيه،
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عــــــــرب الجهمـــــة ..الموقع الرسمي لعرب الجهمة.. على الفيس بوك  :: المنتدى العام (يشاهده 318) :: من هُنا وهُناك (يشاهده 47)-
انتقل الى: